للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك ينبغي لكل عالم يعلم الناس كما قال بعض السلف: إذا أمرت بخير، فكن آخَذَ الناسِ به، وإذا نهيتَ عن شر، فكن أبعد الناس عنه.

وإلا فإنه من أشد الناس عذاباً، أو هو أشدهم كما في الحديث: "أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ عَالمٌ لمَ يَنْفَعْهُ اللهُ بِعِلْمِهِ" (١).

وروى الشيخان، وغيرهما عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه: أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يُؤْتَىْ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَىْ فيْ النَّارِ، فتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ؛ أي أمعاؤه، فَيَدُوْرُ بهَا كَمَا يَدُوْرُ الحِمَارُ فيْ الرَّحَا، فَيَطِيْفُ بِهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُوْلُوْنَ لَهُ: مَالَكَ؟ فَيَقُوْلُ: كُنْتُ آمُرُ بِالخَيرِ وَلاَ آتِيْهِ، وَأَنْهَىْ عَنِ الشَّرِّ وَآتِيْهِ".

وفي رواية: "آمُرُ بِالمَعْرُوْفِ وَلاَ آتِيْهِ، وَأَنْهَىْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيْهِ" (٢).

وروى الحاكم في "تاريخه" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أنه كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- "يَا عُدَّتيْ فيْ كُرْبَتيْ، وَيَا صَاحِبي عِنْدَ شِدَّتيْ، وَيَا وَليَّ نِعْمَتيْ، يَا إِلهَيْ وَإِلَهَ آبَائِيْ، لاَ تَكِلْنيْ إِلى نَفْسِيْ فَأَقْتَرِبَ مِنَ الشَّرِّ وَأَتَبَاعَدَ عَنِ الخَيرِ، وَآنِسْنيْ فيْ قَبرِيْ مِنْ وِحْشَتيْ، وَاجْعَلْ ليْ عَهْدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَسْؤُوْلاً" (٣).


(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) ورواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٨١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>