للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مُحْتَقَرٌ فِي هِمَّتِي ... كَشَعْرَةِ فِي مفرِقي

رُوِيَ أن الشبلي كان يتمثل به.

والمعنى: إن كل ما خلق الله تعالى من تمتعات الدنيا والآخرة محتقر في همتي، فلا أطلبه دون الله تعالى.

ورُوِيَ أن عمر بن عبد العزيز كان يقول: قيمة كل عالم همته (١)، فقال الشيخ أبو عبد الله القرشي: فمن كانت همته الدُّنيا فقيمته أقل من جناح بعوضة، ومن كانت همته الله ففضله وشرفه ماله قيمة.

وسُئِلَ الشبلي رحمه الله تعالى: هل يقنع المحب بشيء من حبيبه دون مشاهدته؟ فأنشد: [من السريع]

وَاللهِ لَوْ أَنَّكَ تَوَّجْتَنِي ... بِتاجِ كِسْرى مَلِكِ الْمَشْرِقِ

وَلَوْ بِأَمْوالِ الوَرى جُدْتَ لِي ... أَمْوالِ مَنْ بادَ وَمَنْ قَدْ بَقِي

وَقُلْتَ لِي: لا نَلْتَقِي ساعَةً ... لاخْتَرْتُ يا مَوْلايَ أَنْ نَلْتَقِي (٢)

الأمر الثاني: أن يكون العبد راجعاً إلى الله تعالى رجوع النسر إلى وكره، مسرعاً إلى طاعة الله تعالى كإسراع النسر إلى هواه.

روى الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد" عن معمر، عن رجل من قريش قال: قال موسى عليه السلام: يا رب! أخبرني عن أهلك


(١) رواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: ٢٤٥) من قول إبراهيم القصار.
(٢) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (٦٥/ ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>