للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي (١).

ومنع بعض العلماء من رؤية جبريل عليه السلام على أصل خلقته إلا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: إنها من خصائصه.

قلت: وقد يستأنس للأول بما رواه البيهقي، وغيره عن عمار رضي الله تعالى عنه: أن حمزة بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه قال: يا رسول الله! أرني جبريل في صورته، قال: "اقْعُدْ"، فنزل جبريل عليه السلام على خشبة كانت في الكعبة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ارْفَعْ طَرْفَكَ فَانْظُر"، فرفع رأسه، فرأى قدميه مثل الزمرُّد الأخضر (٢).


(١) ذكر الشيخ محمد الأنصاري كلاماً مفيداً حول هذه القاعدة التي أطلقها بعضهم فقال: قال الأستاذ أبو القاسم القشيري في "الرسالة": إن كثيراً من المقدورات نعلم اليوم قطعاً أنه لا يجوز أن تظهر كرامة لولي لضرورة أو شبه ضرورة، منها حصول الإنسان لا من أبوين، وقلب جمادٍ بهيمة، وأمثال هذا يكثر، قال التاج السبكي: وهذا حق يخصص قول غيره: ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي الفارق بينهما إلا التحدي، وقد جرى عليه المصنف لكنه رأي مرجوح، فقد قال الزركشي: إنه مذهب ضعيف، والجمهور على خلافه، وقد أنكروه على القشيري حتى ولده أبو نصر في كتابه "المرشد" فقال: قال بعض الأئمة: ما وقع معجزة لنبي لا يجوز تقدير وقوعه كرامة لولي، كقلب العصى ثعباناً وإحياء الموتى. انظر: "غاية البيان شرح زيد ابن رسلان" لمحمد الأنصاري (ص: ١٥).
(٢) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٧/ ٨١) وقال: مرسل، ورواه أيضاً ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>