للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمَنْ رَبَطَ الكَلْبَ العَقُورَ بِبابِهِ ... فَإِنَّ بَلاءَ النَّاسِ مِنْ رابِطِ الكَلْبِ (١)

وقريبٌ من هذا المثل قولهم في المثل الآخر: إنَّ البغاث بأرضنا تستنسر؛ أي: من جاورنا عزَّ بنا (٢).

والبغاث - مثلث الأول، وغينه معجمة، وثاؤه مثلثة -: طائر أغبر، جمعه: بغثان كغزلان، أو هو شرار الطير.

وقال الزمخشري: يستنسر؛ أي: يصير نسراً، فلا يقدر على صيده؛ يُضرب في قوم أعزاء، يتصل بهم الذليل فَيُعَز بجوارهم، انتهى (٣).

فإن كان حين عزَّ بجوارهم استطال على الناس بالأذى، فالمثل ذم.

وإن كان حين عزَّ بهم صفا عيشه، وأطاع ربه وسلم بانضيافه إليهم من يحاول امتهانه واستذلاله، فالمثل مدح.

وفي المثل معنى آخر: أنَّ الضعيف يتقوى علينا؛ إما لضعفنا ولين جانبنا، وقلة استنصارنا وأنصارنا، وإما لعدم رواج الخير الذي منا عنده وعدم اكتراثه بنا.


(١) انظر: "سراج الملوك" للطرطوشي (ص: ١١٧).
(٢) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (٣/ ٣٤).
(٣) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (١/ ٤٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>