للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "أتدْرِيْ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ ".

قلت: الله ورسوله أعلم.

قال: "إِنْ أَعْلَمَ النَّاسِ أَبْصرُهُمْ بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، وإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِيْ عَمَلِهِ، وَإِنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَىْ اسْتِهِ زَحْفًا" الحديث (١).

وقلت في عقد هذه الجملة الأخيرة منه: [من الخفيف]

أَعْلَمُ النَّاسِ أَبْصرُ النَّاسِ بِالْحـ ... ـقِّ إِذا ما رَأَيْتَ فِي النَّاسِ خُلْفا

ذاكَ ما ضَرَّهُ وَلا نالَ مِنْهُ ... نَقْصُ أَعْمالِهِ وَلَوْ سارَ زَحْفا

- ومن أوصاف العقاب: الحزم حتى قالوا: أحزم من عقاب.

وقيل لبشار بن برد: لو خيرت أن تكون حيواناً ما كنت تختار؟

قال: العقاب لأنها تلبث حيث لا يبلغها سبع ولا ذو أربع، وتحيد عنها سباع الطير (٢).

وإنما ضربوا المثل بفرخ العقاب في الحلم والحزم، فقالوا: أحزم من فرخ العقاب، وأحلم من فرخ العقاب لأنه يكون وكره في عُرض جبل، والجبل ربما كان عموداً فلو تحرك من مجثمه، أو أقبل عليه أبواه لهوى إلى الحضيض، وهو على صغره يعرف أن الصواب


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٣٥٧). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٩٠): فيه ليث بن أبي سليم، والأكثر على ضعفه.
(٢) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (٢/ ١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>