للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مادتها بالتوبة، بل عاودها، تدرَّب عليها، ثم جرَّته إلى غيرها حتى يرتكب العظائم، وإذا سمع كلمة السوء الصغيرة، فإن أغضى عنها وعفا عنها ذهب شرها، وإن قلبها في فكره وتأثر في نفسه منها، دعته إلى الانتقام من التكلم بها والانتصار، فربما ردَّ عليها بمثلها فسمع أقوى منها.

فأول الحرب الكلام، وأول الحريق الشرر، وأول العشق النظر، وأول الشجرة النواة.

وفي المثل أيضاً: الشر يبدؤه صغاره؛ أي: ينشأ كبيره من صغيره، فاحتمل الصغير لئلا يخرجك إلى الكبير؛ يُضرب في الحلم وكظم الغيظ (١).

وقال مسكين الدارمي: [من مجزوء الكامل المرفّل]

وَلَقَدْ رَأَيْتُ الشَّرَّ بَيـ ... ـنَ الْحَيِّ يَبْدَؤُهُ صِغارُه

فَلَوْ اَنَّهُمْ يَأسونَهُ ... لَتَنَهْنَهَتْ عَنْهُمْ كِبارُهْ (٢)

وكذلك لا يحقر الإنسان عدوه لِصغره أو صُغْره، ولا يغتر بكبر نفسه وكبره.

وقد قال القائل: [من البسيط]


(١) انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (١/ ٢٥٨).
(٢) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (١/ ٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>