للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو شامل للحزن على فقد المحبوب، والحزن على ما فات من العمر ضائعاً في غير طاعة الله تعالى، والحزن من الذنوب، والحزن خوفاً من الوقوع في الذنب، وخوفاً من المكر، وخوفاً من العذاب، وعقبى هذه الأحزان جميلة وفيها كفارة.

قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: إنَّ العبد ليذنب الذنب، فإذا رآه الله قد أحزنه ذلك غفر له من غير أن يُحدث صلاة ولا صدقة.

رواه ابن أبي الدنيا (١).

وقال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله! كيف الصلاح بعد هذه الآية: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: ١٢٣]؟

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألسْتَ تَمْرَضُ؟ ألسْتَ تَحْزَنُ؟ ألسْتَ تنصَبُ؟ ألَسْتَ تُصِيبُكَ اللأوَاءُ؟ فَذَلِكَ الَّذِيْ تُجْزَوْنَ بِهِ". رواه الإمام أحمد، وهنَّاد بن السَّرِي، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، وابن السني، والحكيم الترمذي، وأبو يعلى، وابن حبان في "صحيحه"، وابن جرير، وابن المنذر (٢).

وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:


= في "مسند الفردوس" (٥٧٢) كلهم عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -.
(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: ٧٦).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>