للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: وما يقول يا نبي الله؟

قال: يخطبها إلى نفسها، ويقول: تزوجيني أُسكنك أيَّ قصور دمشق شئت؟

قال سليمان: وغرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها، ولكن كل خاطب كذاب (١).

قلت: هذا يدل أن أبنية دمشق كانت في ذلك الزمان كلها أو أكثرها قبابًا معقودة من الصخر، ثم هي كانت تبني أبنيتها من الطين والأخشاب بُرْهة من الزمان، حتى اعتاد أهل دولتها الآن وهم أجناد الروم عقدها بالصَّخر والآجر، وآثروا ذلك على بنائها بالطين والخشب كأنهم استطالوا أعمارهم ومدة بقاء الدنيا، سبحان الله! هكذا يلقى الآمال على الناس كلما قربَتْ أيامهم من الساعة وهم يرون غيرهم يبنون ويعلون، ثم يموتون ويخلون، وهكذا يفعلون.

ثم التشبه بالعصفور بالحنو على الأهل والولد مطلوب.

روى ابن عساكر رضي الله تعالى عنه [عن أنس - رضي الله عنه -] قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرحم الناس بالصبيان والعيال (٢).

وروى الإمام أحمد، والشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى


(١) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٢/ ٢٣٢).
(٢) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤/ ٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>