للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشيرازي في "الألقاب": حدثنا الفضل العطار، ثنا أبو جعفر الخالدي، ثنا الجنيد، ثنا السري السقطي، ثنا معروف الكرخي قال: سمعت جعفر الصَّادق - رضي الله عنهم - يقول: كان سليمان عليه الصلاة والسلام قاعداً على سرير ملكه وبين يديه عصفورتان تلعبان، فضحك، فقيل له: يا نبي الله! لماذا ضحكت من العصفورتين؟

قال: قال الذكر للأنثى: إني لا أُجامعك لحظِّ نفسي، بل أُجامعك ليكون بيننا ولد يُسبح الله ويذكره.

ثم حلف وقال: والذي رفع السماء وبسط الأرض! إني لا أريد أن تلدي ولداً لا يُسبحه ولي ملكُ فرعون، دان ولدت ولدًا يُسبحه كان أحبَّ إليَّ من ملك سليمان الذي هو قاعدٌ هنا.

فلا ينبغي أن يكون العصفور أكْيَسَ من العبد المؤمن، فيأتي أهله غافلاً عن ذكر ربه ولا بغير نية صالحة، بل لمجرد قضاء الوطر، بل ينوي بالجماع حصولَ ولد يطيع الله، ويكاثر به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة؛ فإنه يُكاثر الأمم يومئذٍ بأمته، كما رويناه: أن عمر - رضي الله عنه - كان يقول: والله إني لآتي أهلي وما بي حاجةٌ إلى النكاح إلا ليولد لي من يُكاثر به النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة (١).

وقد تقدم أن سليمان عليه السلام قال للحراث الذي استعظم ملكه: لَتسبيحةٌ تُسبحها خيرٌ من ملك آل داود (٢).


(١) انظر: "تفسير القرطبي" (٩/ ٣٢٨).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>