للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر التجاني في "تحفة العروس" عن الحكم بن عبد الله قال: رأيت شريحاً على باب المسجد الحرام واقفاً، فقلت له: ما وقوفك هاهنا يا أبا أمية؟

قال: أقف لعلِّي أنظر إلى وجه حسن.

وكان شريح مجتهداً يرى أن النظر إلى المرد الحسان بغير شهوة مباح؛ إذ لا يلزم أن يكون أراد النظر إليهم.

قال التجاني: قال الشاعر: [من البسيط]

إِنِّي امْرُؤٌ مُوْلَعٌ بِالْحُسْنِ أَتْبَعُه ... لا حَظَ لِي فِيهِ إِلاَّ لَذَّةُ النَّظَرِ

وذكر التجاني أيضاً من تخريج الحصري في "الزهد" قال: خرج أبو حازم رحمه الله تعالى يرمي الجمار ومعه قوم ناسكون وهو يحدثهم، فبينما هم كذلك إذ نظروا إلى امرأة من أجمل الناس تختلف يَمْنة وَيسْرة، وقد شغلت الناس، وبهتوا ينظرون إليها، وخاض بعضهم في بعض، فقال لها أبو حازم: يا هذه! اتق الله؛ فإنك في مشعر من مشاعره وقد فتنت الناس، فاضربي على جيبك خمارك؛ فإنَّ الله تعالى يقول: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: ٣١].

فأقبلت تضحك من كلامه وقالت: يا هذا! أنا ممن قال فيه الحارث بن خالد: [من الطويل]

أَماطَتْ كِساءَ الْخَزِّ عَنْ حُرِّ وَجْهِها ... وَأَرْخَتْ عَلى الكَشْحَيْنِ بُرْداً مُهَلْهَلا

<<  <  ج: ص:  >  >>