للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما كراهية المشابهة بالثعلب في الروغان إذا كان عن الحق كما تقدم.

روى أبو نعيم، والبيهقي في "الزهد"، والرافعي في "تاريخ قزوين" عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَأْتِيْ عَلَىْ النَّاسِ زَمَانٌ لا يَسْلَمُ لِذِيْ دِيْنٍ دِيْنُهُ إِلاَّ مَنْ فَرَّ مِنْ شَاهِقٍ إِلَىْ شَاهِقٍ أَوْ جُحْرٍ إِلَىْ جُحْرٍ كَالثَّعْلَبِ بِأَشْبَالِهِ" (١).

وذلك في آخر الزمان إذا لم تحصل المعيشة إلا بمعصية الله تعالى، فإذا كان ذلك حلت الغربة.

يكون في ذلك الزمان هلاك الرجل على يدي أبويه إن كان له أبوان، فإن لم يكن له أبوان فعلى يدي زوجته وولده، فإن لم يكن له ولد فعلى يدي الأقارب والجيران؛ يعيرونه بضيق المعيشة، ويكلفونه ما لا يطيق.

وقلت موالياً: هَذا الزَّمانُ الَّذِي لَمْ يَصْفُ فِيهِ العَيْش

إِلاَّ بِمَعْصِيَةِ اللهِ وَاتِّباعِ الْهَيش

فَاحْرِصْ عَلى الدِّينِ وَاهْرُبْ مِنْ مَكافيِ الطَّيش

وَاقْنَعْ تَسَاوي البِلَى بَيْنَ الْحَرِيرِ وَالْخَيْش


(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>