للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أنهم - يعني: آل فرعون - لم يكونوا يعملون على وجه الأرض عملاً صالحاً فتبكي عليهم، ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا عملهم كلام طيب، ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي عليهم.

وسُئِل ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في الآية: هل تبكي السماء والأرض على أحد؟

قال: نعم، إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء منه ينزل رزقه، وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأغلق عليه بابه من السماء فقده، فيبكي عليه، وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله تعالى فيها بكت عليه.

قال: وإنَّ قوم فرعون لم يكن لهم آثار صالحة في الأرض، ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير، فلم تبك عليهم السماء والأرض. رواه ابن جرير، وابن المنذر، والبيهقي في "الشعب" (١).

ويروى هذا المعنى عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه (٢).


= ورواه أبو يعلى في "المسند" (٤١٣٣)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٢٨٩)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١١/ ٢١١).
(١) رواه الطبري في "التفسير" (٢٥/ ١٢٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٣٢٨٨).
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١١٤)، ولفظه: إذا مات العبد الصالح بكى عليه مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء والأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>