للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: لأنه غرق فيه قوم نوح، فمن أجل ذلك لا أشربه.

قال لها سليمان: كيف تركت العمران؟

قالت: لأن الخراب ميراث الله، فأنا أسكن ميراث الله.

قال سليمان: فما صياحك في الدور إذا مررت عليها؟

قالت: أقول: ويل لبني آدم كيف ينامون وأمامهم الشدائد؟

قال: فما لك لا تخرجين بالنهار؟

قالت: من كثرة ظلم بني آدم لأنفسهم.

قال: فأخبريني ما تقولين في صياحك؟

قال: أقول: تذكروا يا غافلين وتهيؤوا لسفركم؛ سبحان خالق النور! فقال لسليمان عليه السلام: ليس من الطيور أنصح لابن آدم وأشفق من الهامة، وما في قلوب الجهال أبغض منها (١).

ومما يضرب به المثل في النصح الكلب.

وقال الشاطبي رحمه الله تعالى: [من الطويل]

وَقَدْ قِيلَ كُنْ كَالْكَلْبِ يُقْصِيهِ أَهْلُهُ ... وَلا يَأتَلِي فِي نُصْحِهِمْ مُتَأَثِّلاً


(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>