توبة العالم تكون من بصيرة، فإذا تاب فإنما توبته بتوبة الله عليه ورده إياه إلى التبيين والتفقه بعلمه والانتفاع به، ثم أكد هذا الوعد الجميل بالتوبة المخصوصة بتولي الله تعالى لها وحده بالضمير الموضوع للمتكلم وحده مخبراً عنه بوصفين عظيمين بصفتي المبالغة، فقال:{وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[البقرة: ١٦٠].
ولقد قلت:[من السريع]
يا رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي عِلْماً ... فَأَتْمِمِ الإِحْسانَ وَالنِّعَما
وروى الحافظ عماد الدين بن كثير في "تفسيره" عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة فقال: "إِنَّ الْكَافِرَ يُضْرَبُ ضَرْبَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ يَسْمَعُهَا كُلُّ دَابَّةٍ إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ، تَلْعَنُهُ كُلُّ دَابَّةٍ سَمِعَتْ صَوْتَهُ؛ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَىْ:{أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}[البقرة: ١٥٩](١).
(١) انظر: "تفسير ابن كثير" (١/ ٢٠١)، ورواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١/ ٢٦٩).