للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تجهزا إلى الشام، فقال عتبة: والله لأذهبنَّ إلى محمد فلآذينه في ربه، فأتاه وهو في الحجر فقال: هو يكفر بالذي دنا فتدلَّى فكان قاب قوسين أو أدنى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهُّمَّ ابْعَثْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلابِكَ".

وفيه: أنهم ساروا حتى نزلوا الشراة وهي مَأْسَدة، فجمعوا متاعهم إلى صومعة هناك، وفرشوا لعتبة، وناموا حوله، وبات وهو فوق المتاع وهم حوله، فجاء الأسد فشم وجوههم، فلما لم يجد ما يريده تنفض، ثم وثب فإذا هو فوق المتاع، فشم وجه عتبة، ثم هزمه هزمة، ففضخ رأسه، فانطلق. رواه أبو نعيم، وابن عساكر من حديث أهبان بن الأسود - رضي الله عنه -، وأنه شهد القصة وكان معهم (١).

ورواه ابن إسحاق، وأبو نعيم من طريقة أخرى - مرسلة - عن محمد بن كعب القرظي، وزاد: أنَّ حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه قال ذلك: [من السريع]

سائِلْ بَنِي الأَشْقَرِ إِنْ جِئْتَهُمْ ... ما كانَ أَنْباءُ أَبِي واسِعِ

لا وَسَّعَ اللهُ لَهُ قَبْرَهُ ... بَلْ ضَيَّقَ اللهُ عَلى القاطِعِ

رُحْمُ نبيٍّ جَدُّهُ ثابِتٍ ... يَدْعو إِلَى نُورٍ لَهُ ساطِعِ

اسالُ بِالْحجرِ لِتكْذِيبِهِ ... دُونَ قُرَيْشٍ نُهزةَ القارعِ

فَاسْتَوْجِبِ الدَّعوةَ مِنْهُ بِما ... بُيِّنَ لِلنَّاظِر وَالسَّامعِ


(١) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٧/ ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>