للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العجال، ودعوتم دعاء الحمام، وجأرتم تجؤر المتبتل الرهبان، ثم خرجتم إلى الله تعالى من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة أحصاها كتبته، لكان قليلاً فيما أرجو لكم من جزيل ثوابه، وأتخوَّف عليكم من أليم عقابه (١).

وعن وهب بن منبِّه قال: البلاء للمؤمن كالشكال للدابة (٢).

والمعنى فيه: أنَّ البلاء يحرس المؤمن من الطغيان كما يمنع الشكال الدابة من الرَّمَح والعض ونحو ذلك، إذ المرض حبس للعبد المؤمن عن شهوات النفس التي إذا استرسل فيها فربَّما أدَّت به إلى الطغيان والعدوان.

وروى أبو نعيم عن الشعبي قال: حدثني عجلان مولى زياد، قال: كان زياد إذا خرج من منزله مشيت أمامه إلى المسجد، فإذا دخل مشيت أمامه إلى مجلسه ذات يوم، فإذا هو بهر في زاوية البيت، فذهبت أزجره، فقال: دعه يقارب ما له، ثمَّ صلَّى الظهر، فعاد إلى مجلسه، ثم صلى العصر فعاد إلى مجلسه؛ كل ذلك يلاحظ الهر، فلما كان قبل غروب الشمس خرج جرد فوثب إليه فأخذه، فقال زياد: من كانت له حاجة فليواظب عليها مراقبة الهر يظفر بها (٣).


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٧٧).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٥٦).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٣١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>