للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٧٠)} [الفرقان: ٧٠].

ومن ثم قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى: التوبة تبديل الحركات المذمومة بالحركات المحمودة (١).

وروى أبو الحسن بن جهضم في "بهجة الأسرار" عنه أنَّه قال: لا يصح للإنسان حقيقة التوبة حتى يترك أربعة أخلاق؛ أخلاق الأبالسة، وأخلاق السحرة، وأخلاق البهائم، وأخلاق الشياطين.

أي: مُتصفاً بأضدادها، متخلقاً بخلافها.

وهذا الكتاب إنما هو للإرشاد إلى أن يتجرد العبد عن مساوئ الأخلاق والأعمال والأقوال، ويتبدل بها محاسن الأخلاق والأعمال والأقوال، فيكون بدلاً يرحم الله به العباد، ويسقي به البلاد، وينصر به عامَّة الأمة على أعدائها، ويحفظ به الأرض من سائر أرجائها حتى يأتيَ أمرُ الله تعالى.

وأيضاً ختمنا بالتوبة الكتاب رجاء أن يختم لنا بالمتاب؛ لأنَّ من خُتِمَ له بالتوبة فقد أمن بالأَوبة من الحَوبة.


(١) انظر: "تفسير السلمي" (٢/ ٦٨)، و"إحياء علوم الدين" للغزالي (٤/ ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>