للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلك سبيل الصالحين.

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "التوبة" عن أبي هريرة قال: بينما المسيح عليه السلام في رهط من الحواريين عند نهر جار وحمئة منتنة، أقبل طائر حسن اللون يتلون كما هو الذهب، فوقع قريباً فانتفض، فسلخ عنه مسكه، فإذا هو أقبح شيء حتى سلخ عنه مسكه أقيرع أحيبش، فانطلق يدب إلى الحمئة المنتنة، فتمعَّك فيها وتلطَّخ بنتنها، فازداد قبوحاً إلى قبوحه ونتناً إلى نتنه، ثمَّ انطلق يدب حتى أتى إلى نهر إلى جنبه ضَحْضَاح صافٍ، فاغتسل فيه حتى رجع كأنَّه بيضة مقشَّرة، ثمَّ انطلق يَدبُ إلى مسكه فتدرعه كما كان أول مرَّة.

قال: فكذلك مثل عامل الخطيئة حتى يكون في الخطايا، وكذلك مثل التوبة كمثل اغتساله من النتن في النهر الضحضاح، ثم راجع دينه حتَّى تدرع مسكه (١).

وروى أبو نعيم عن عكرمة رحمه الله تعالى قال: إنَّ الشيطان ليُزين للعبد الذنب حتى يكسبه، فإذا كسبه تبرَّأ منه، فلا يزال العبد يبكي ويتضرع إلى ربِّه ويستكين حتى يُغفر له ذلك الذنب وما قبله، فيندم الشيطان على ذلك الذنب حيث أكسبه إيَّاه فغفر له الذنب وما قبله (٢).


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "التوبة" (١٣١)، وكذا ابن المبارك في "الزهد" (٢/ ٤٤).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٣٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>