للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى العسكري في "المواعظ" عن علي - رضي الله عنه - قال: إني لأرجو أن يكون كفَّارة للعبد من ذنبه ندامته عليه (١).

وروى الدينوري في "المجالسة" عن صالح المُرِّي رحمه الله تعالى قال: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود! اسمع مني والحقَّ أقول: إنَّه من ذكر ذنوبه في الخلاء فاستحيى عند ذكرها، سترتُها عن الحفظة وغفرت له.

يا داود! اسمع مني والحقَّ أقول: إنه من عمل من الذنوب حشو الأرض من شرقها إلى غربها، ثم ندم عليها حلب شاة، سترتها عن الحفظة وغفرتها له.

يا داود! اسمع مني والحقَّ أقول: إنَّه من عمل حسنة واحدة أدخلته جنتي.

قال داود: إلهي! وما تلك الحسنة؟

قال: يكشف عن مكروب كربة ولو بشق تمرة (٢).

ومن هنا: ذهب جمع إلى أنَّ التوبة الندم فقط، ومنهم من قال: الندم هو التوبة، وما أوجبوه من الإقلاع والعزم أن لا يعود من لازمه، ونقله الأستاذ أبو القاسم القشيري عن بعض أهل التحقيق.


(١) ورواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٦/ ١٠٥٠).
(٢) رواه الدينوري في "المجالسة" وجواهر العلم" (ص: ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>