للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: "يا جِبْرِيْلُ! عَلَىْ أَيِّ شَيْءٍ أَنْتَ؟ " قال: "على الرياح والجنود"، قلت: "عَلَىْ أَيِّ شَيْءٍ مِيْكائِيْلُ؟ " قال: "على النبات والقطر"، قلت: "عَلَىْ أَيِّ شَيْءٍ مَلَكُ الْمَوْتِ؟ " قال: "على قبض الأنفس، وما ظننت أنه هبط إلا بقيام الساعة، وما ذاك الذي رأيتَ مني إلا خوفاً من قيام الساعة" (١).

وروى ابن أبي الدنيا عن عطاء بن يسار قال: إذا كانت ليلة النصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة فيقال: اقبض من في هذه الصحيفة؛ فإن العبد ليغرس الغراس، وينكح الأزواج، ويبني البنيان، وإن اسمه قد نسخ في الموتى.

وروى الدينوري في "المجالسة" عن راشد بن سعد مرسلاً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فِيْ لَيْلَةِ النصْفِ مِنْ شَعْبانَ يُوْحِيْ اللهُ إِلَىْ مَلَكِ الْمَوْتِ بِقَبْضِ كُل نَفْسٍ يُرِيْدُ قَبْضَها فِيْ تِلْكَ السَّنَةِ" (٢).

ولهذا شواهد من الحديث المرفوع.

وروى ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله تعالى؛ {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤)} [الدخان: ٤]؛ قال: في ليلة النصف من شعبان يبرم أمر السنة، ونسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج، فلا


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٢٠٦١). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٩/ ١٩): وفيه محمد بن أبي ليلى، وقد وثقه جماعة، ولكنه سيء الحفظ، وبقية رجاله ثقات.
(٢) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>