للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن لطائف أهل الإشارة: ما روي عن أبي عبد الله السِّجْزي رضي الله تعالى عنه: أن قائلًا قال له: لِمَ لا تلبس المرقعة؟ فقال: من النفاق أن تلبس لباس الفتيان، ولا تدخل في حمل أثقال الفتوة (١).

وحكي: أن جماعة من أصحاب المرقعات دخلوا على بِشْر بن الحارث الحافي فقال: يا قوم! اتقوا الله فلا تظهروا هذا الزي؛ فإنكم تعرفون به، وتكرمون له، فسكتوا كلهم، فقام شاب من بينهم فقال: الحمد لله الذي جعلنا ممن يعرف به، ويكرم له، والله لنظهرن هذا الزي حتى يكون الزي كله لله، فقال له بشر: أحسنت يا غلام؛ مثلك من يلبس المرقعة.

وقال أبو سعيد الحسن بن علي الواعظ في كتاب "الحدائق لأهل الحقائق": يقال: إن أربعة من الكبائر: لبس الصوف لطلب الدنيا، وادعاء فضل الصالحين وترك فعلهم، وذم الأغنياء والأخذ منهم، وادعاء بغض الفاسقين والعمل بمثل أعمالهم.

وأنشدوا: [من الوافر]

لَبِسْتَ الصُّوْفَ مَرْقُوْعا وَقُلْتَا ... أَنَا الصُّوْفيُّ لَسْتَ كَمَا زَعَمْتا

فَمَا الصوْفيُّ إِلاَّ مَنْ تَصَافا ... مِنَ الأكدَارِ وَيْحَكَ لَوْ عَقَلْتَا


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٣٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>