وقد يكون لخصوصية لم نَطَّلِع نحن عليها، وإنما كان عمله المرغب فيه علامة على تلك الخصوصية.
وروى ابن أبي الدُّنيا في كتاب "الرقة والبكاء"، وفي كتاب "الخوف"، وأبو نعيم في "الحلية" عن بكر بن مصاد قال: سمعت عبد الواحد بن زيد يقول: يا إخوتاه! ألا تبكون خوفاً من النيران؟ ألا إنه من بكى خوفًا من النار أعاذه الله منها، يا إخوتاه! ألا تبكون من شدة العطش يوم القيامة؟ يا إخوتاه! ألا تبكون؟ ألا فابكوا على الماء البارد في أيام الدنيا، لعله أن يسقيكموه في حظائر القدس مع خير النُّدماء والأصحاب من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا (١).
***
(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (٢٦)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ١٦١).