للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء من الدنيا مانوه، ثم ماتوا وتركوه (١).

يعني: إنه حين مات رفقاؤه وبانت أصدقاؤه صار غريبًا.

وروى أبو نعيم عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال: [قال دانيال] (٢): يا لهفي عن زمن يلتمس فيه الصالحون فلا تجد منهم أحدًا إلا كالسنبلة في أثر الحاصد، أو كالخصلة في أثر القاطف؛ يوشك نوائح أولئك وبواكيهم أن تبكيَهم (٣).

وما أحسن قولَ الشيخ الإِمام العلامة أبي الفتح تقي الدين بن دقيق العيد القشيري رحمه الله تعالى: [من السريع]

قَدْ عُرِفَ الْمُنْكَرُ وَاسْتُنْكِرَ الـ ... ـمعْرُوْفُ فِيْ أيامِنَا الصَّعْبَةْ

وَصَارَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيْ وَهْدَةٍ ... وَصارَ أَهْلُ الْجَهْلِ فِيْ رتبَةْ

حَادُوْا عَنِ الْحَقِّ فَمَا لِلَّذِيْ ... سادُوْا بِهِ فِيْما مَضَىْ نِسْبَةْ


(١) ذكره ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (٢/ ٤٠٩)، ورواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٦/ ٣٦).
(٢) زيادة من "حلية الأولياء" لأبي نعيم.
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>