للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: دخلت عليَّ امرأة، ومعها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة واحدة، فأعطيتها إيَّاها، فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها، ثم قامت، فخرجت، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا، فأخبرته، فقال: "مَنِ ابْتُلِيَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذهِ الْبَنَاتِ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ" (١).

وروى أبو داود بإسناد جيد، عن أبي الدَّرداء رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اِبْغُوْنِيَ الضُّعَفَاءَ؛ فَإِنَّمَا تُرْزَقُوْنَ، وَتُنْصَرُوْنَ بِضُعَفَائِكُمْ" (٢).

وروى الإمام أحمد في "الزهد"، وأبو نعيم في "الحلية" عن عمران القصير رحمه الله تعالى قال: قال موسى عليه السلام: يا رب! أين أبغيك؟ قال: ابغني عند المنكسرة قلوبهم؛ فإني أدنو منهم كل يوم باعًا، لولا ذلك لتهدَّموا (٣).

ومن ملاطفة المسكين، والتواضع معه مناولته الشيءَ.

وفي "حلية أبي نعيم": أن حارثة بن النعمان رضي الله تعالى عنه كان قد ذهب بصره، فاتخذ خيطًا من مصلاه إلى باب حجرته، ووضع عنده


(١) رواه البخاري (١٣٥٢)، ومسلم (٢٦٢٩).
(٢) رواه أبو داود (٢٥٩٤)، وكذا رواه الترمذي (١٧٠٢) وصححه، والنسائي (٣١٧٩).
(٣) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٧٥)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٣٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>