للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: ١٣٢]؛ فالعمل الصالح يحتاج إلى صبر عليه.

بخلاف ما لو نظر إلى من هو دونه في الدين، فيرى لنفسه مزية عليه، فيهلك بالعُجْب والكِبر وغيرهما.

وروى الإمام أحمد، والطبراني، والبيهقي في "الشعب" عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده، لا أعلمه إلا رفعه، قال: "صَلاحُ هَذهِ الأُمَّةِ بِالزُّهْدِ وَالْيَقِيْنِ، وَيَهْلِكُ آخِرُهَا بِالْبُخْلِ وَالأَمَلِ" (١).

وسبق هذا الحديث برواية أخرى في اليقين، وهذه الرواية أتم؛ ألا ترى أنه عمم فيها أن صلاح الأمة بالزهد واليقين من غير تقييد بأول الأمة؟ (٢).

وروى أبو نعيم عن الربيع قال: قال الشافعي - رضي الله عنه -: عليك بالزهد؛ فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على الناهد (٣).


(١) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ١٠)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٧٦٥٠)، والبيهقي في "شعب الأيمان" (١٠٨٤٤). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢٥٥): رواه الطبراني، وفيه عصمة بن المتوكل، وقد ضعفه غير واحد، ووثقه ابن حبان.
(٢) ففي رواية الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ١٠): "صلاح أول هذه الأمة بالزهد ... ".
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>