للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى قليل من الأدب، أحوج منا إلى كثير من العلم (١).

وبيانه: أن العلم محبوب للنفس كله، وهي متطلبة إلى التلبس به أبداً، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْهُوْمانِ لا يَشْبَعانِ: طالِبُ عِلْمٍ، وَطالِبُ دنْيا". رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن أنس رضي الله تعالى عنه (٢).

بخلاف الأدب؛ فإنه خلف هوى النفس غالباً، ومن ثم سميت عقوبة العبد على الأدب تأديباً وأدباً.

ثم الأدب لا يتيسر من جهة النفس حتى يعاشر أهل الأدب، ويخالطهم، ويذل لهم، ويغتنم صحبتهم قبل فوات أحيانهم، وتغيب أعيانهم.

ومنذ زمان طويل قال ابن المبارك رحمه الله تعالى: طلبنا الأدب


(١) ذكره القشيري في "رسالته" (ص: ٣١٧)، ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٢/ ٤٤٥).
(٢) كذا عزاه المؤلف إلى أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وإنما رواه الحاكم في "المستدرك" (٣١٢)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١٠٢٧٩)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (١٠٣٨٨) عن ابن مسعود، والبزار في "المسند" (٤٨٨٠)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٥٦٧٠) عن ابن عباس. قال العراقي في "تخريح أحاديث الإحياء" (٢/ ٩٢٦): رواه الطبراني من حديث ابن مسعود بسند ضعيف، والبزار، والطبراني في "الأوسط" من حديث ابن عباس بسند لين.

<<  <  ج: ص:  >  >>