للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِثْلَ فُلانٍ؛ كانَ يَقُوْمُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيامَ اللَّيْلِ" (١).

وروى الإمام أحمد في "الزُّهد" عن يحيى بن أبي كثير رحمه الله تعالى: أن سليمان عليه السَّلام قال لابنه: يا بُنَيَّ! ما أقبح الخطيئةَ مع المسكنة، وأقبح الضلالةَ بعد الهدى، وأقبحُ من ذلك رجل كان عابداً فترك عبادة ربه (٢).

قلت: إنما كان حالُهُ أقبحَ لأن العبد إذا أقبل على الله أقبل الله سبحانه وتعالى عليه، فإذا أعرض أعرض عنه، ولا يليق الإعراض إلا عن من يَمَلُّ ويُمَلُّ، وهو سبحانه وتعالى لا يَمَلُّ ولا يُمَلُّ.

وقال الله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: ٢٢].

نزلت هذه الآية - كما في "الصحيحين" - في أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه؛ كان ينفق على مِسْطَح بن أُثَاثة لقرابته منه، وفقره، ثم حلف أن لا ينفق على مسطح شيئاً بعد الذي قال لعائشة رضي الله تعالى عنها ما قال، فأنزل الله الآية، فلما قرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي بكر رضي الله تعالى عنه قال: بلى إني أحبُّ أن يغفر الله لي، فرجع


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ١٧٠)، والبخاري (١١٠١)، ومسلم (١١٥٩)، والنسائي (١٧٦٣)، وابن ماجه (١٣٣١).
(٢) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>