وقال تعالى:{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}[الحاقة: ٢٤].
وقد ألف السيوطي رحمه الله تعالى جزءًا أسماه "وصول الأماني بأصول التهاني"، فذكر فيه التهنئة بالفضائل العلمية، والمناقب الدينية، والتهنئة بالتوبة، وبالعافية، وبتمام الحج، وكذلك سائر العبادات، والتهنئة بالقدوم من الحج، ومن الغزو، وبالنكاح، وبالمولود، وبدخول الحمام، وبشهر رمضان، وبسائر الأشهر، وبالعيد، وبالثوب الجديد، وبالصباح، والمساء، وذكر أدلة ذلك من الحديث والآثار.
ولا يختص ذلك بما ذكر، بل يلحق به التهنئة بعَوْدِ الآبق، والضالَّةِ، وحصول الفرج، وغير ذلك من النعم المقاربة للمعنى.
والمراد بذلك إدخال السرور على قلوب المسلمين، وهو من أخلاق الصالحين، وآدابهم كما سبق.
وروى الطبراني في "معجمه الصغير" بإسناد حسن، وغيره عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِمَا يُحِبُّ لِيَسُرَّهُ، سَرَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(١).
(١) رواه الطبراني في "المعجم الصغير" (١١٧٨). قال ابن طاهر المقدسي في "ذخيرة الحفاظ" (٤/ ٢٤٠٠): حديث منكر بهذا الإسناد.