للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأَخِيْهِ بِخَيْر قالَ الْمَلَكُ: آمِيْنَ، وَلَكَ مِثْلُ ذَلِكَ" (١).

فهذه جملة صالحة من أنواع المعروف، أوردتها هنا ترغيبًا فيها؟ فإنها أخلاق ربانية، وآداب رحمانية، ذووها في الدنيا محمودون، وفي الآخرة مثابون مكرمون.

روى ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ لِلْمَعْرُوْفِ وُجُوْهًا مِنْ خَلْقِهِ، حَبَّبَ إِلَيْهِمُ الْمَعْرُوْفَ، وَحَبَّبَ إِلَيْهِمْ فِعالَهُ، وَوَجَّهَ طُلَّابَ الْمَعْرُوْفِ إِلَيْهِمْ، وَيسَّرَ عَلَيْهِمْ إِعْطاءَهُ كَمَا يَسَّرَ الْغَيْثَ إِلَيْ الأَرْضِ الْجَدْبَةِ لِيُحْيِيَهَا، وَيُحْيِيَ بِها أَهْلَها، وإِنَّ اللهَ جَعَلَ لِلْمَعْرُوْفِ أَعْداءَ مِنْ خَلْقِهِ، بَغَضَ إِلَيْهِمُ الْمَعْرُوْفَ، وَبَغَّضَ إِلَيْهِمْ فِعالَهُ، وَحَظَرَ عَلَيْهِمْ إِعْطاءَهُ، كَمَا يَحْظُرُ الْغَيْثَ عَنِ الأَرْضِ الْجَدْبَةِ فَيُهْلِكَهَا، وُيهْلِكَ بِهِ أَهْلَها، وَمَا يَعْفُوْ أَكثَرُ" (٢).

وروى الحاكم في "المستدرك" عن عليٍّ - رضي الله عنه -: أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:


(١) رواه مسلم (٢٧٣٢)، وابن ماجه (٢٨٩٥)، والإمام أحمد في "المسند" (٦/ ٤٥٢)، وكذا أبو داود (١٥٣٤) عن أبي الدَّرداء - رضي الله عنه -.
والإمام أحمد في "المسند" (٦/ ٤٥٢)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٦٥١)، وابن حبان في "صحيحه" (٩٨٩) عنه وعن أم الدرداء رضي الله تعالى عنها.
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (ص: ٢٣). قال ابن الجوزي في (العلل المتناهية) (٢/ ٥١٠): حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>