للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد الصالح بكى عليه مصلاه من الأرض، ومصعد عمله من السماء، ثم قرأ: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [الدخان: ٢٩] (١).

وروى الترمذي، وابن أبي الدنيا في كتاب "الموت"، وأبو يعلى، وابن أبي حاتم، وأبو نعيم، والخطيب، والثعلبي في "تفسيره"، عن أنس رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما مِنْ عَبْدٍ إِلَّا لَهُ فِيْ الشَماءِ بابانِ؛ بَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ رِزْقُهُ، وَبابٌ يَدْخُلُ فِيْهِ عَمَلُهُ وَكَلامُهُ، فَإِذا ماتَ فَقَداهُ، وَبَكَيا عَلَيْهِ"، وتلا هذه الآية: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: ٢٩] (٢).

وذلك أنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملًا يبكي عليهم، ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب ولا عمل صالح، فتفقدهم، وتبكي عليهم.

وروى الإمام عبد بن حميد عن وهب رحمه الله تعالى قال: إن الأرض لتحزن على العبد الصالح أربعين صباحًا (٣).


(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١١٤).
(٢) رواه الترمذي (٣٢٥٥) وقال: حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي، يضعفان في الحديث.
ورواه أبو يعلى في "المسند" (٤١٣٣)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٢٨٩)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٥٣)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١١/ ٢١١)، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣٥٣).
(٣) كذا عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٤١٢) إلى عبد بن حميد.

<<  <  ج: ص:  >  >>