للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن مجاهد: إن العالم إذا مات بكت الأرض عليه أربعين صباحًا (١). وروى ابن المبارك، وابن أبي الدنيا عن عطاء الخراساني رحمه الله تعالى قال: ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة، وبكت عليه يوم يموت (٢).

وروى الدينوري عن المدائني قال: لما قتل أهل الحرة، هتف هاتف بمكة على أبي قبيس مساء تلك الليلة، وابن الزبير رضي الله تعالى عنه يسمع: [من مجزوء الكامل المرفل]

قُتِلَ الْخِيَارُ بَنُوْ الْخِيَا ... رِ ذَوُوْ الْمَهَابَةِ وَالسَّمَاحِ

وَالصَّائِمُوْنَ الْقَائِمُوْ ... نَ الْقَانِتُوْنَ أُوْلُو الصَّلاحِ

اَلْمُهْتَدُوْنَ الْمُتَّقُوْ ... نَ السَّابِقُوْنَ إِلَىْ الْفَلاحِ

مَاذا بِوَاقِمَ وَالْبَقِيْـ ... ـعِ مِنَ الْجَحاجِحِ وَالصِّبَاحِ

وَبِقَاعِ يَثْرِبَ ويحَهُنَّ ... مِنَ النَّوَادبِ وَالصّيَاحِ

فقال ابن الزبير رضي الله تعالى عنه لأصحابه: يا هؤلاء! قد قتل أصحابكم؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون (٣).


(١) كذا عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٤١٢) إلى عبد بن حميد، ورواه الطبري في "التفسير" (٢٥/ ١٢٥) لكنه قال: "المؤمن" بدل "العالم".
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١١٥)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٤١٣) إلى ابن أبي الدنيا.
(٣) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>