للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصبرنا، وابتلينا بفتنة السراء فلم نصبر (١).

وروى أبو نعيم عن أحمد بن أبي الحواري رحمه الله تعالى قال: قلت لأبي سليمان رحمه الله تعالى: كان عثمان بن عفان، وعبد الرحمن ابن عوف موسرين.

قال: اسكت؛ إنما كان عثمان وعبد الرحمن خازنين من خزان الله في أرضه، ينفقان في وجوه الخير (٢).

وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن يحيى بن أبي كثير قال: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- من سعد بن عبادة كل يوم جفنة تدور معه حيثما دار من نسائه.

قال: وكان يقول في دعائه: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مالاً؛ فَإِنَّهُ لا يُصْلحُ الفِعالَ إِلاَّ الْمالُ (٣).

قلت: وينبغي للغني إذا أراد أن يكون من الصالحين أن يقتدي بالأغنياء الصالحين كسليمان، ويوسف عليهما السلام، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهما؛ فإن سليمان عليه السلام كان يطبخ في مطبخه جِفان الطعام الطيِّب، فإذا أفطر أفطر على خبز


(١) رواه الترمذي (٢٤٦٤) وحسنه عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-.
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٢٦٢).
(٣) ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٦٦١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>