للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابْتلاهُمْ؛ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" (١).

وروى مسلم عن كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الْخامَةِ مِنَ الزَّرْعِ؛ تُفيَّئُها الرِّياحُ مَرَّةً، وَتَعْدِلُها حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، وَمَثَلُ الْمُنافِقِ كَمَثَلِ الأَرزةِ الْمُجْدِبَةِ الَّتِي لا يُصِيبُها شَيءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعافُها مَرَّة واحِدَةً" (٢).

خامة الزرع - بالمعجمة، وتخفيف الميم -: الطاقة الغضة منه.

ومعنى: تفيئها - بالفاء -: تقلبها يميناً وشمالاً، أو تميلها مرة.

وتعدلها؛ أي: ترفعها.

والأرزة - بفتح الهمزة، وإسكان الراء، وحكي فتحها، وبعدها زاي مفتوحة -: شجرة تشبه شجرة الصنوبر تكون بالشام وبلاد الأرمن.

وقيل: هي شجرة الصنوبر.

والمجدبة - بالجيم، والدال المهملة -: الثابتة المنتصبة.

والانجعاف - بالجيم، والعين المهملة -: الانقلاع.

ومعنى الحديث: إن المؤمن كثير الأسقام والبلاء في نفسه وأهله وماله، إلا أن ذلك يكفر ذنوبه، ويرفع درجاته، ويصلح شأنه، كما أن لعب الريح بالخامة يصلحها ولا يضرها، والمنافق ليس كذلك، بل إذا أخذه الله لم يفلته، فيأخذه أخذة رابية.


(١) رواه الترمذي (٢٣٩٦) وحسنه، وابن ماجه (٤٠٣١).
(٢) رواه مسلم (٢٨١٠)، وكذا البخاري (٥٣١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>