للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحرفة - وإن كانت دنيئة - لا تناقض الصلاح أيضا كالجزارة، والدباغة إذا تحرز عن النجاسات.

إلا أن من الحرف ما اختاره السلف لمعنى فيه.

قال أبو طالب: وكانت هذه الأعمال العشرة صنائع الأخيار والأبرار: الخرز، والتجارة، والحمل، والحياطة، والقصارة، والخفاف، وعمل الحديد، وعمل المغازل، وصيد البر والبحر، والوراقة (١).

ومنها ما كرهوه لمعنى فيه أيضاً.

أوصى بعض التابعين رجلاً فقال: لا تسلم ولدك في بيعتين ولا في صنعتين: بيع الطعام، وبيع الأكفان؛ فيتمنى الغلاء وموت الناس.

والصنعتان: صنعة الجزارة؛ فإنها تقسي القلب، وصنعة الصائغ؛ فإنه يزخرف الدنيا بالذهب والفضة.

وكره ابن سيرين الدلالة.

وكره قتادة أجرة الدلال.

وكَرِه الحسن، وابن سيرين، وغيرهما الصرف (٢).

وذلك كله مع تجنب المعصية في ذلك كله من الرِّبا، وصياغة الآنية من النقدين والحلي المحرم، وكذلك التصوير وعمل آلات اللهو.

فأما العاصي في حرفته فحاشا أن يكون من الصالحين، فإن كان


(١) انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (٢/ ٤٣٨).
(٢) انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (٢/ ٤٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>