للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ شَفَعَ شَفاعَةً لأَحَدٍ فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً عَلَيْها، [فَقَبِلَها]، فَقَدْ أَتى بابا عَظِيمًا مِنْ أَبوابِ الكَبائِرِ" (١).

ومن المحققين من العلماء الصالحين من حسم عنه مادة قبول الهدية التي تبعث مهديها على إهدائها إليه اعتقاده الخير والصلاح فيه خيفة أن يكون ذلك تطلعًا على عوض دنيوي على عمل أخروي.

كما روى ابن أبي الدنيا في كتاب "الورع" عن خالد بن أبي الصلت قال: قلت لمحمد بن سيرين: ما منعك أن تقبل من ابن هبيرة؟

قال: فقال لي: يا أبا عبد الله! أو: يا هذا! إنما أعطاني على خير كان يظنه بي، فلئن كنت كما ظن فما ينبغي لي أن أقبل، وإن لم أكن كما ظن فبالحري أنه لا يجوز لي أن أقبل (٢).

وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن رجاء بن أبي سلمة قال: بلغني أن ابن محيريز دخل على رجل من البزازين يشتري منه شيئًا، فقال له رجل: أتعرف هذا؟ هذا ابن محيريز.

فقام، فقال: إنما جئنا نشتري بدراهمنا، ليس بديننا (٣).


(١) رواه الطبراني في "الدعاء" (ص: ٥٨١)، وكذا أبو داود (٣٥٤١) وعندهما: "الربا" بدل "الكبائر".
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "الورع" (ص: ١١٩).
(٣) ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥٤٨٣)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>