كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

(٣) باب التشبه بالصالحين رضي الله تعالى عنهم أجمعين - فصل - ج: 3 - ص: 218

وَلا يَخافونَ، وَهُمْ أَوْلِياءُ الله الّذِينَ لا خَوف عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنونَ".

فقيل: من هؤلاء؟

قال: "الْمُتَحابونَ في اللهِ" (١).

وروى ابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قالَ اللهُ تَعالَى: حَقَّتْ مَحَبتي لِلْمُتَحابينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَزاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَتي لِلْمُتَجالِسِينَ فِيَّ، الَّذِينَ يَعْمُرونَ مَساجِدِي بِذِكْرِي، يُعَلِّمونَ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَيدْعُونهمْ إِلَى طاعَتِي؛ أُوْلَئِكَ أَوْلِيائِيَ الَّذِينَ أُظِلُّهُمْ في ظِل عَرْشِي، وَأُسْكِنُهْم في جِوارِي، وَأُؤَمنُهُمْ مِنْ عَذابِي، وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ قَبلَ الناسِ بِخَمْسِ مِئَةِ عامٍ يَتَنَعَّمُونَ فِيها، وَهُمْ فِيها خالِدُونَ".

ثم قرأ نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: ٦٢] (٢).

وروى الإِمام أحمد، والطبراني عن عمرو بن الجموح رضي الله تعالى عنه: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يَجِدُ العَبْدُ صَرِيحَ الإِيْمانِ حَتى يُحبَّ لله ويبْغِضَ للهِ، فَإِذا أَحَبَّ لله وَأَبْغَضَ لله فَقَدِ اسْتَحَقَّ

---

(١) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٢٩)، والحاكم في "المستدرك" (٧٣١٤)، وكذا الإِمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٥٣) واللفظ الذي ذكره المؤلف بالمعنى.
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٤/ ٣٧٢).