للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-سواء كان له مال، أو لا مال له- وأن الجهل مع المال ودونه ضار، وإذا كان كذلك فكيف بعالم عَمِل عمَل هذين الجاهلَين، فهو أخبث منهما.

وسيأتي في (١) القسم الثاني من الكتاب الكلام على قباحة تشبه العالم بالجاهل.

ثم يعلم من الحديث أن الولاية لا تكون مع الجهل؛ لأنَّ من آمن ونوى خيرًا، وعمل صالحًا هو الولي بعينه، فإذا جهل في نيته وجهل في عمله فليس له من الولاية نصيب.

ومن ثم قال الإِمام أبو حنيفة، والإمام الشافعي رضي الله تعالى عنهما: إن لم يكن العلماء العاملون أولياءَ الله فليس لله ولي (٢).

وقال بعض السلف: ما اتخذ الله من ولي جاهل، ولو اتخذه لعلَّمه.

وليس هذا بحديث، ولكنه مشهور على الألسنة.

قال السخاوي في "المقاصد الحسنة": قال شيخنا؛ يعني: قاضي القضاة ابن حجر العسقلاني: ليس بثابت في المرفوع، ولكن معناه صحيح (٣).

والمراد بقوله: ولو اتخذه لعلَّمه؛ يعني: لو أراد اتخاذه وليًا لعلمه ثم اتخذه وليًا.


(١) في "ت": "من" بدل "في".
(٢) رواه عنهما الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (١/ ١٥٠).
(٣) انظر: "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص: ٥٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>