للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وحكى السخاوي في ترجمة ابن حجر: أنه مر بالشيخ محمَّد ابن أحمد الصعيدي المعروف بالفرغل، وكان يومئذ بمصر دخلها في شفاعة، فقال ابن حجر في سره: ما اتخذ الله من ولي جاهل، ولو اتخذه لعلَّمه؛ على طريق الإنكار.

فقال له الشيخ محمَّد: قف يا قاضي، فوقف، فأمسكه وأخذ يقول: بل اتخذني وعلمني! بل اتخذني وعلمني (١)!

قلت: ويكفي الولي من العلم قدر ما يحتاج إليه في إصلاح طريقه من علوم الشريعة، ثم إن لجماعة من أولياء الله تعالى علومًا خصهم الله بها من علوم المعاملات، أو علوم المكاشفات، وهو حقيقة العلم، ومطلوب كل متعلم أخلص في طلبه.

روى ابن باكويه الشيرازي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: جرى ذكر معروف الكرخي في مجلس والدي، فقال واحد من الجماعة: هو قصير العلم.

فقال له والدي: أمسك عافاك الله؛ وهل يراد العلم إلا لما وصل إليه معروف؟

ورواه الخطيب من طريق آخر وقال: وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف (٢)؟


(١) انظر: "الطبقات الكبرى" للشعراني (ص: ٤٢٧).
(٢) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١٣/ ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>