للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن جرير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما - (١)، فعصمهم الله تعالى لولايته لهم، وكذلك عادة الله تعالى يأخذ بيد وليّه عند الزلات، ويقيله العثرات لأن أولياءه يتوكلون عليه ويتخذونه وكيلًا، فكفاهم؛ {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} [الأحزاب: ٣].

ولذلك قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: ١٢٢]؛ أي: ليتولاهم ويكفيهم ما أهمهم، وما هموا به من عصيانه، وما عصوه فيرجع بهم إلى التوبة.

ولله تعالى في عصمة أوليائه أنواع من الإحسان؛ فتارة يحول بينهم وبين العصيان بالكلية، وتارة يهمون بالعصيان فيحول بينهم وبين الاسترسال بالهم وبلوغ الفعل، وتارة تقع منهم الزلات فيوفقهم للتوبة كما قال الله تعالى: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} [التوبة: ١١٨].

ومن النوع الأول ما رواه القشيري، وغيره عن الجنيد عن الحارث ابن أسد أنه قال: بيني وبين الله علامة أن لا يسوغني طعاما فيه شبهة (٢).

وعن إسماعيل بن نجيد قال: كان أبو تراب يقول: بيني وبين الله تعالى عهد أن لا أمد يدي إلى حرام إلا قصرت يدي عنه (٣).

وحكى ابن عطاء الله الإسكندري في "لطائف المنن" عن أستاذه


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٤/ ٧٤).
(٢) رواه القشيري في "الرسالة" (ص: ٣٤).
(٣) رواه القشيري في "الرسالة" (ص: ٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>