للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توليت"؛ وفقه للطاعة، وإذا شرد عنها شردة وفقه إلى التوبة، وعافاه في الطاعة من الإعجاب والرياء ونحوهما، وفي المعصية من الإصرار، وتولى نصره على عدوه، وحفظه منه ومن شؤم نفسه وتزكيتها، وتولاه فلم يكله إلى نفسه طرفة عين ورجع بقلبه إليه.

قال أبو تراب النخشبي رحمه الله تعالى: رأيت رجلًا بالبادية، فقلت له: من أنت؟

قال: أنا الخضر الموكل بالأولياء؛ أردُّ قلوبهم إذا شردت عن الله تعالى.

يا أبا تراب! التلف في أول قدم، والنجاة في آخر قدم (١).

وما أحسنَ قولَ سمنون المحب رحمه الله تعالى كما رواه عن السلمي في "طبقاته"، والرفاعي في "أماليه": [من المنسرح]

كانَ لِي قَلْبٌ أَعِيشُ بِهِ ... ضاعَ مِنِّي في تَقَلُّبِه

رَبِّ فَارْدُدْهُ عَلَيَّ فَقَدْ ... ضاقَ صدْرِي في تَطَلُّبِه

وَأَغِثْ ما دامَ بي رَمَق ... يا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِ بِهِ (٢)

وكان أحمد بن الطيب رحمه الله تعالى يقول في وجوده: [من المجتث]

سَلَبْتَ مِنِّي فُؤادِي ... فَارْدُدْ فُؤادِي إِليَّهْ


(١) انظر: "الطبقات الكبرى" للشعراني (ص: ١٢٠).
(٢) رواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>