للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: نعم؛ قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعافِنِي فِيمَنْ عافَيْتَ، وَتَوَلنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ".

وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سئل أبو حفص عن العافية، فقال: الناس طلبوا العافية فأخطؤوا الطريق، وأخطؤوا السؤال، سألوا الله العافية ولم يعرفوا أن البلاء يتولد من العافية، ومحلها أن آدم عليه السلام كان في الجنة معافى منعمًا، فتولد من العافية البلاء.

فالواجب على الإنسان أن يطلب من الله تعالى أن يتولاه في العافية وإمساك العافية.

قلت: فالإنسان في العافية محتاج إلى العافية في العافية، وإنما يعافيه في عافيته إذا تولاه وكان له ولياً، فلا يكله إلى نفسه طرفة عين، والعافية في العافية ثمرة الشكر في العافية لأن الله تعالى يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧].

وروي أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام: ارحم عبادي المبتلى والمعافى.

قال: فما بال المعافى؟

قال: لقلة شكره على معافاتي (١).

ومعنى الهداية التوفيق إلى طاعة الله وخدمته، فإذا استجاب الله تعالى لقوله: "اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن


(١) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>