عنه، وقال فيه: من تَعرَّض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن (١).
وينبغي للمؤمن إذا اشتبه عليه حال أخيه المؤمن أن يعود على نفسه باللائمة، ويقول: إنما الخطأ في نظرك، وإنما رأيت عيوبك في أخيك لأن المؤمن مرآة أخيه.
وإذا تحقق من عبد فسقًا أو فجوراً ثم غاب عنه فلا ينبغي أن يستصحب فيه ما يعلمه منه؛ بل يقول: لعله تاب ورجع، حتى يتحقق من خلاف ذلك.
وليعلم أن الله تعالى {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}[الرحمن: ٢٩] فلعل من شأنه أن هداه وأصلحه، واتخذه وليا.
قال أبو طالب المكي: حدثني بعض الأشياخ عن الخضر عليه السلام قال: ما حدثت نفسي يومًا قط أنه لم يبقَ ولي لله إلا عرفته إلا رأيت ذلك اليوم وليًّا لم أكن أعرفه.
قال: وإني كنت يوما جالسا في حلقة عبد الرزاق بصنعاء، فنظرت إلى شاب قاعد ناحية، فجئت إليه، فقلت له: لم لا تسمع من عبد الرزاق؟
فقال: ما أسمع منه؟
قلت: حديث معمر عن الزهد.
فقال: قد سمعت من الله تعالى فأغناني عن عبد الرزاق.