للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به؛ قال: {إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجمعة: ٨].

قال قتادة وقد تلا هذه الآية: إن الله أذل ابن آدم بالموت.

قال معمر عن قتادة: لا أعلمه إلا رفعه. رواه عبد الرزاق (١).

وإذلال ابن آدم بالموت مختلف؛ فإن كان مؤمنا فإذلاله في الدنيا بالنسبة إلى ما يراه منها, لا بالنسبة إلى حاله في البرزخ، وفيما عند الله تعالى؛ فإنه إعزاز وراحة.

روى الإِمام عبد الله بن المبارك، والطبراني في "الكبير"، والحاكم في "المستدرك"، وأبو نعيم، والبيهقي في "الشعب" عن عبد الله بن عمرو، وله عن جابر رضي الله تعالى عنهم قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ المْوْتُ" (٢).

وروى الديلمي عن الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمَوْتُ رَيْحانُ المؤْمِنِ" (٣).

وفي كتاب الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٨٧) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ


(١) رواه عبد الرزاق في "التفسير" (٣/ ٢٩١).
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٦٧١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>