للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن لطائف يحيى بن معاذ - رضي الله عنه - قال: أفواه الرجال حوانيتها، وشفاهها مغاليقها، وأسنانها مغاليقها؛ فإذا فتح الرجل باب حانوته تبين لك العطار من البيطار. رواه ابن نعيم (١).

وقال ابن عطاء الله في "لطائف المنن": سمعت شيخنا -يعني: أبا العباس المرسي رحمه الله تعالى- يقول: كلام المأذون له - يعني: في التكلم - يخرج وعليه كسوة وطلاوة، وكلام الذي لم يؤذن له يخرج مكسوف الأنوار؛ حتى إن الرجلين ليتكلمان بالحقيقة الواحدة، فتقبل من أحدهما، وترد على الآخر (٢).

وروى ابن أبي الدنيا في "الإخلاص والنية"، وغيره عن أبي بحر البكراوي قال: اجتمع بمكة الفضل الرقاشي وعمر بن ذر، فشهدتهما، فتكلم الفضل، فأطال وأكثر، ووعظ وذهب من الكلام في مذاهب، فما رأيت أحدًا رق لكلامه، ثم سكت، فتكلم ابن ذر، فحيث تكلم بكى الناس ورقوا (٣).

وعن ابن السَّمَّاك قال: قال ذر بن عمر بن ذر لأبيه: ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد، وإذا تكلمت سمعت البكاء من ها هنا وها هنا؟


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٦٠).
(٢) وانظر: "الطبقات الكبرى" للشعراني (ص: ٣٠٢).
(٣) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>