للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الله تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الرعد: ١٩]؛ أي: ليس من يعلم أن ما أنزل إليك من ربك الحق -وهو شامل للقرآن، وغيره مما جاء به - صلى الله عليه وسلم - كمن هو أعمى القلب عن الحق فلا يبصره، ولا يعقله {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}؛ أي: أصحاب العقول السليمة البصيرة.

ثم بين من هم بقوله: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (٢٠) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (٢١) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (٢٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: ٢٠ - ٢٤].

قيل: أراد بقوله: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}: صلة الرحم.

قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ البِرَّ وَالصِلَةَ ليُخَفّفَانِ سُوءَ الحِسَابِ يَوْمَ القِيَامةَ"، ثم تَلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} ". رواه ابن عساكر (١).


= حديث مداره على أبي بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. انظر: "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (٣/ ١٧٦).
(١) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٦/ ٢٤٣)، وكذا الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١/ ٣٨٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>