للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قتل النفس ظلمًا شر للقاتل، سواء كان المقتول نفس القاتل أو غيره، إلا أنه إذا قتل نفسه كان شر أنواع القتل؛ لأن أعز الأشياء على المرء نفسه، فإذا قتل نفسه لم يدع من القسوة والتفريط شيئًا، فهو شر القتل في سبيل الشيطان، كما أن القتل في الجهاد خير القتل في سبيل الرحمن، فافهم!

ثم هنا لطيفة: من كرم الله تعالى أن جادَ علينا بالنفوس والأموال، ثم اشتراها منا: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: ١١١].

وكذلك أفاض علينا النعم والأموال منًّا، ثم اقترضها بلطفه منا؛ {منْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة: ٢٤٥].

وقد قلت مترجمًا عن الحضرة الإلهية، ومشيرًا إلى الذات العلية كما هي عن سواها غنية: [من المتقارب]

وَهَبْتُكَ نَفْسَكَ ثُمَّ اشْتَرَيـ ... ـتُ نَفْسَكَ مِنْكَ بِأَثْمانِها

وَأَعْطَيْتُكَ الْمالَ ثُمَّ اقْتَرَضْـ ... ـتُ مِنْكَ الزَّكاةَ لإِخْوانِها

وَوالَيْتُ نَعْماءَ فَضْلٍ عَلَيـ ... ـكَ لَمَّا ابْتَدَأْتَ بِإِحْسانِها

<<  <  ج: ص:  >  >>