للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحكمة في غير أهلها طالبه الله بحقها، ومن طالبه الله بحقٍّ خُصِم (١).

وروى ابن السبكي في "طبقاته" عن أبي عمرو العثماني قال: لما دخل الشافعي إلى مصر كلَّمه أصحاب مالك، فأنشأ يقول:

أَأَنْثُرُ دُرًّا بَيْنَ راعِيَةِ الغَنَم ... وَأَنْثُرُ مَنْظُوما لِراعِيَةِ النِّعَم

لَئِنْ كُنْتُ قَدْ ضُيِّعْتُ فِي شَرِّ بَلْدَةٍ ... فَلَسْتُ مُضَيِّعاً بَيْنَهُمْ غُرَرَ الكَلِم

فَإِنْ فَرَّجَ اللهُ الكَرِيْمُ بِلُطْفِهِ ... وَأَدْرَكْتُ أَهْلاً لِلْعُلُومِ وَالْحِكَم

بَثَثْتُ مُفِيداً وَاسْتَفَدْتُ وِدادَهُمْ ... وإِلاَّ فَمَخْزُونٌ لَدَيَّ وَمُكْتَتَم

وَمَنْ مَنَحَ الْجُهَّالَ عِلْماً أَضاعَهُ ... وَمَنْ مَنَعَ الْمُسْتَوْجِبِينَ فَقَدْ ظَلَم (٢)

قلت: وقول الشافعي رضي الله تعالى عنه: ومن منح الجهال يريد


(١) ورواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: ٢٠٤)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٣٤٨).
(٢) انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (١/ ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>