للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورواه ابن عبد البر عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه والمرهبي في "فضل العلم" عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه، والشيرازي في "الألقاب"، وغيره عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُوْزَنُ يَومَ القِيامَةِ مِدادُ العُلَماءِ وَدِماءُ الشُّهَداءِ، فَيَرْجِحُ مِدادُ العُلَماءِ عَلى دِماءِ الشُّهَداءِ" (١).

وذكر ابن الحاج في "المدخل" [الحديث ثم قال]: وهذا بَيِّن لأن دم الشهداء إنما هو في ساعة من نهار أو ساعات، ثم انفصل الأمر فيه لإحدى الحسنيين، ومداد العلماء هو وظيفة العمر ليلاً ونهاراً، ثم إنه محتاج فيه لمباشرة غيره لابد من ذلك، إما أن يعلم أو يتعلم، وكلاهما يحتاج فيه إلى مجاهدة [عظيمة] (٢) لأجل خلطة الناس ومباشرتهم، وذلك أمر عسير لأنه يحتاج أن كل من اجتمع به ينفصل وهو طيب النفس منشرح الصدر؛ بذلك مضت السنة وانقرض السلف عليه (٣).


(١) رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (١/ ٣٥) عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -.
وضعف العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ١٢).
ورواه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص: ٢٢٢) عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه -.
ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (٢/ ١٧٩) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -.
وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٣/ ٤٢٣).
(٢) ما بين معكوفتين من "المدخل".
(٣) انظر: "المدخل" لابن الحاج (١/ ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>