للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ، وابن عساكر (١).

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: مع علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. رواه ابن مردويه (٢).

وروي عنه أيضا أنه قال: مع الذين صدقت نياتهم، فاستقامت قلوبهم وأعمالهم، وخرجوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك بإخلاص ونية (٣).

وعليه: فالصادق ليس بمعنى اسم الفاعل، بل بمعنى [ ... ] كما تقول العرب: تامرٌ ولابنٌ؛ أي: ذا تمر، وذا لبن؛ لمن صار يبيع التمر واللبن حرفته؛ أي: مع الذين صار الصدقُ حرفتَهم ودينهم.

إذ لو كان بمعنى اسم الفاعل لم يفهم منه الاستقامة على الصدق.

والأولى أن المراد مطلق الصادقين من المؤمنين، وإذا كانت متابعة الصادقين مطلوبة، فمتابعة الصديقين أولى.

وروى ابن الأنباري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه كان يقرأ: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}؛ وهو أبلغ (٤).

وفي قوله تعالى: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} لطفٌ؛ إذ لو قال:


(١) رواه الطبري في "التفسير" (١١/ ٦٣)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٦/ ١٩٠٦)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٥/ ٣٣٧).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٤/ ٣١٦).
(٣) انظر: "تفسير الثعلبي" (٥/ ١٠٩).
(٤) انظر: "تفسير ابن عطية" (٣/ ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>