للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع الصديقين لكان فيه تحرج على العبد أن يكتفي من نفسه دون بلوغ مرتبة الصديقية، ولا شكَّ أنَّ أكثر الناس عاجزون عن بلوغ الاستقامة على الصدق.

ولقد قال ذو النون المصري رحمه الله تعالى:

قَدْ بَقِينا مُذَبْذَبِينَ حَيارى ... نَطْلُبُ الصِّدْقَ ما إِلَيْهِ سَبِيلُ

فَدَعاوِيْ الهَوَى تَخِفُّ عَلَينا ... وَخِلافُ الْهَوى عَلَينا ثَقِيلُ (١) (٢)

وفي الآية على القراءة المتواترة: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: ١١٩] إشارة بديعة إلى أن التعلق بأذيال الصادقين ينفع لا محالة؛ فإن العبد إذا كان مع الصادقين ولم يكن منهم، فقد تجره رغبته في الكينونة معهم إلى أن يكون منهم.

وفي قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: ١١٩] إشارة إلى أنَّ التقوى أساس الصدق؛ فإنَّ حقيقة التقوى خشية الله تعالى، فيتقي عذابه وسخطه، فيصدق في طلبه، وحينئذ فقد ينفع قليل الصدق


(١) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (١٩/ ١٥).
(٢) من قوله: "في "الترغيب" عن الربيع بن سليمان عنه ... " (ص: ٢٥) إلى هنا سقط من النسخة "م"، والاستدراك من النسخة "ت". وقد جاء فيها بعض الكلام غير واضح، أُشير إليه بين حاصرتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>